حاجة الشباب إلى التدين الصحيح
المذيع: دكتور! هؤلاء الشباب بعدما نفذوا عملياتهم بخاصة أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ورأينا في وصاياهم بأنهم لم يخرجوا علينا ويقولون: نحن نعاني من مشكلة اقتصادية ونحن ... بل يعني ألبسوها لباس الدين!
الشيخ: القضية ليست اللباس أو عدم اللباس، نحن لا نتكلم عما يقوله أي طرف، نحن نتكلم عن الأسباب التي يراها المحلل والمربي المتعمق، هناك مشكلات كثيرة جداً، هناك تقرير اشتركت فيه (12) جهة مسئولة في المملكة وعلى رأسها وزارة العمل والشئون الاجتماعية يؤكد حاجة الشباب إلى التدين الصحيح المستقيم، وأن الضغط على الدعوة والتضييق عليها هو الذي يولد مثل هذه الأمور.
هناك أيضاً مساحات هائلة يغطيها إعلامنا من اللهو والعبث والفراغ والأجدر أن تعبأ في توجيه الشباب وتقويمهم لطاعة الله وطاعة والديهم، وإصلاح مجتمعهم، والعمل المفيد النافع لخدمة بلادهم .. هناك مشروعات طرحت وطرحها كثير من الشباب في أكثر من لقاء، لماذا لا يكون لدينا تجنيد إجباري؟ لماذا لا يكون لدينا تدريب؟
فلنستمع إلى هؤلاء الشباب ولننظر ونتدارك ولندرس، أما أن نظل في لهو وعبث وبعدٍ عن الله سبحانه وتعالى، وعن طريق الجادة، ثم إذا وقع حدث حمّلناه الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، ومدرس الدين، وعقيدة الولاء والبراء، فالحقيقة هذا منكر من القول، ويجب أن نتصدى له بكل قوة، وأنا حقيقة أقول: لا ينبغي أن نقف عند حد أن نكتب مقالاً في الرد، فهؤلاء ضد دستور البلاد وكيانها، ويجب أن يحاربوا، وعلى أهل الخير أن يحتسبوا في إقامة الدعاوى عليهم، وعلى القضاة أن يستقبلوا الدعاوى ويحكموا فيهم بحكم الله عز وجل، والذي نحن جميعاً هنا نرتضيه، ولا بديل له عندنا ولله الحمد في هذه البلاد.
المذيع: دعنا ننقل لك هذا الاتهام: هنا من يقول بأن هؤلاء الشباب نتاج لرفض الآخر وترسيخ رفض الآخر، وأنت في حديث لك صحفي قلت: إن الحرب مع الصليب مستمرة إلى قيام الساعة.
الشيخ: أنا لم أقل هذا من عندي، فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بهذا، أما رفض الآخر فقد مورس ضدنا، نحن الذين عانينا منه، نحن الذين كنا نضبط الشباب، لم يحدث أي تفجير عندما كانت هناك ندوات ومحاضرات في كل مناطق المملكة، عندما كان يفتش في المواقف والطرق عن شريط هاذم اللذات، قلت لأحد المسئولين الكبار: اتقوا الله! هذا شريط موعظة عن الموت تفتشون عنه، والله لئن ضيقتم على الدعوة لينتقمن الله منكم -ونعوذ بالله من ذلك- حتى تفتشوا عن الديناميت والمتفجرات، الذي ضيق عليه والذي حورب وحوصر هو الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، مع أنها دعوة على منهاج النبوة، ولما ضيق على الدعوة المعتدلة الوسطية المستقيمة على منهج الوسط، ظهرت الاتجاهات من هاهنا وهاهنا، فنحن الذين عانينا ذلك، فلا يزايد علينا مزايد ويقول: تعديل المناهج ولا غير ذلك، نحن الذين كنا وما زلنا ضد العنف، وضد تعكير الأمن سابقاً ولاحقاً مع ما تعرضنا له ولله الحمد، وذلك نحتسبه عند الله عز وجل ولا نذكره إلا على سبيل تصحيح نظرة هؤلاء الذين يزايدون في وسائل الإعلام المختلفة.